بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف نبدا باذن الله معا سلسلة اخلاق المراة المسلمة وهو دليل الى الصراط المستقيم للمراة المسلمة في جميع مجالات حياتها فالنبداء على بركة الله معا بهذه المقدمة للسلسلة التي تحتوي على :
اخلاق المراة المسلمة مع ربها
اخلاق المراة المسلمة مع نفسها
اخلاق المراة المسلمة مع والديها
اخلاق المراة المسلمة مع زوجها
اخلاق المراة المسلمة مع اولادها
اخلاق المراة المسلمة مع جيرانها
اخلاق المراة المسلمة مع اخواتها وصديقاتها
اخلاق المراة المسلمة في مجتمعها
المقدمـــــة
الحمد لله الذي خلق فسوى و قدر فهدى فجعل الزوجين الذكر والأنثى فأعطى لكل واحد ماله فأوفى وبين لكل منهما ما عليه فيما أخفى . والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه ذوي المراتب الشرفا .
أما بعد
فيقول الله سبحانه وتعالى { ومن يعمل من الصالحات من ذكر أ و أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً } النساء / 124
فالله سبحانه وتعالى قد قرن هذه الآية وفي الكثير غيرها بين الرجل والمرآة ليبين عظيم مكانه المرآة و أهميتها وليؤكد على تبصيرها بحقوقها لتسعى إليها أو تدافع عنها وعلى معرفة واجباتها لتقوم بها أو ترشد إليها .والمجتمع الإسلامي يقوم على عاتق هذين الزوجين و أي إفراط من احدهما أو كليما يؤدي إلى اختلال التوازن في المجتمع و بالتالي ضياعه وانحداره .
ومن هنا عرف أعداء الإسلام أهمية المراة المسلمة في بناء المجتمع وفطنوا لمكانتها ودورها في صنع في صنع الامة الصالحة الفاضلة ولذلك ايقنوا أنهم متى أفسدوا المرأة وانحرفوا بها عن دينها الحق ونجحوا في تضليها عن قيمها فانهم بذلك قطعوا نصف الطريق بل أكثره في تهديم المجتمع وتحطيم أسواره بل سهل عليكم احتلاله ولو فكرياً .
واعداء الله حينما وضعوا هذا الهدف نصب اعينهم فأنهم عملوا بكل طاقاتهم وسخروا كل وسائلهم واساليبهم لتحقيقه وفعلاً نجحوا إلى مدى بعيد في تحقيق الجزء الأكبر من هذا الهدف ولكن الله سبحانه وتعالى يأبى إلا أن يتم نوره وينصر دينه ويظهره وذلك من خلال مراحل التجديد التي تمر على الأمة الاسلامية كل قرن وتتمثل الان بالحصوة المباركه التي عمت البلاد جميعها مما أذهل اعداء الله وجعلهم يعيدون حساباتهم من جديد وبدأو بعمل وحياكة المؤامرات الواحدة تلو الاخرى وكان نصيب المراة من هذه المؤامرات كبيراً فالمرآة إذن بحاجة إلى المزيد من الدراسات التي تعمل على توعيتها وتبصيرها بما يحاك حولها وتوجيهها إلى ما فيه خيرها وصلاحها على إننا لا ننكر وجود الدراسات التي عالجت هذه المسالة ولكنها بحاجة إلى المزيد منها للتحقيق الأهداف الآتية :
01 توجيه المرآة المسلمة للقيام بحقوقها الثلاثة حق الله عز وجل عليها وحق نفسها وحق الآخرين ( أسرة ومجتمعا)
02 التعريف بمكانة المرآة المسلمة وأهميتها في بناء المجتمع الإسلامي فانها شقيقة الرجل و عمود البيت المسلم وذلك من خلال إبراز شخصيتها الإسلامية .
03 كشف المؤامرات التي تحاك ضدها و تعرية أساليب الغربيين ومن نهج نهجهم أمامها لتجنب الوقوع فيها .
04 تبيين الأخطاء و المخالفات و المنهيات التي تكثر في الوسط النسائي بغية الابتعاد عنها لتكون المرآة الصالحة التي أرادها الله عز وجل
05 توضيح الخطوات التي على المرآة المسلمة الداعية أن تسلكها لإصلاح أخواتها المسلمات .
06 ضرورة وضع منهج للمرآة المسلمة خاصة اللواتي يقمن بدور فعال في دورات تحفيظ القرآن الكريم التي تقام في مساجدنا . ويتضمن هذا المنهج معالجة لجميع جوانب المرآة المسلمة وعلاقتها مع الآخرين.
ونزولا عند رغبة الكثير من أخواتنا المسلمات في الكتابة عن هذه المواضيع المهمة واغتناما للوقت والجهد اخترنا أحد الكتب التي عالجت هذه القضايا بتوسع وهو كتاب ( شخصية المرآة المسلمة ) للدكتور محمد علي الهاشمي و قمنا باختصاره و تهذيبه مع إضافة ما رأينا فيه ضرورة قد قصر عنها الكتاب وللاختصار أيضا قمنا بحذف سند ودرجة الأحاديث مع التزامنا بذكر الأحاديث المقبولة التي يحتج بها المحدثون.
ونسأل الله سبحانه تعالى أن يوفقنا جميعا رجالا ونساء للعمل بالكتاب والسنة و لخدمة الإسلام و المسلمين و المسلمات ومن الله التوفيق
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
][][^][][اول المحاور][][^][][
أخلاق المرآة المسلمة مع ربها
01 الإيمان بالله وتوحيده
إن أبرز ما يمييز المرآة المسلمة إيمانها العميق بالله ويقينها بأن ما يجري في هذا الكون من حوادث وما يترتب على الناس من مصائر إنما هو بقضاء الله و قدره وإن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه وما على الإنسان في هذه الحياة إلا أن يسعى في طريق الخير ويأخذ بأسباب العمل الصالح في دينه ودنياه ومتوكلاً على الله حق التوكل مسلماً لله موقناً انه فقير دوماً لعون الله و تأييده و رضاه .
لذلك حينما ترك سيدنا إبراهيم عليه السلام زوجته هاجر وولدها قالت له :آلله أمرك بهذا يا إبراهيم " قال نعم " قالت " إذن لا يضيعنا الله " وهكذا يكون حسن الظن بالله تعالى .
والإيمان بالله يقتضي أن تستشعر المرآة مراقبة الله لها في السر والعلن فهذه أم تقول لابنتها ليلاً يا بنيتي امزجي اللبن بالماء فقالت : إن أمير المؤمنين عمر لا يرضى بذلك قالت وما يدري أمير المؤمنين بنا قالت فان رب أمير المؤمنين يرانا وكان عمر( رضي الله عنه) يسمعها فزوجها من ابنه فكان حفيدهما عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل , و الإيمان بالله أساسه التوحيد الخالص التام لله عز وجل فالمؤمنة لا تحلف إلا بالله و لا تنذر إلا لله ولا تدعو إلا الله ولا تطلب الرحمة والفرج إلا من الله فلا تعلق خرزة ولا تميمة ولا تذهب إلى كاهن ولا عراف ولا تصدق الدجالات ولا تصاحب الضالات المضلات .
يقول النبي صلى الله عيه وسلم ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) رواه الترمذي.
ويقول (صلى الله عليه وسلم ) " من علق تميمة( خرزة) فقد أشرك" وقال صلى الله عليه وسلم "
( لعن الله من ذبح لغير الله )" رواه مسلم
ويقول صلى الله عليه وسلم من أتى عرافاً أو كاهنا ً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد "وفي حديث آخر " من أتى عرافاً فسأله لم تقبل صلاته أربعين يوماً " رواه مسلم .
02 الرضا بقضاء الله وقدره
المرآة المسلمة الواعية راضية دوماً بما يصيبها في حياتها من خير أو شر لان فيها هذا الرضا خيراً على كل حال يقول عليه الصلاة والسلام "عجباً لأمر المسلم إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له "رواه مسلم ، بمثل هذا الإيمان الراسخ العميق كانت المرآة المسلمة تتحمل الصدمات و الفواجع و المصائب وتتلقاها بنفس مطمئنة راضية بقضاء الله وقدره وتستعين بالصبر والصلاة والاحتساب ولسانها لا ينطق إلا شكراً أو تضرعاً.
03 عبادة ربها
المسلمة حريصة على تحقيق المقصد الإلهي من خلق البشر قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات /56 وهي حينما تقبل على أداء العبادات تقبل بشوق وهمة ورغبة ورهبة ومحبة وخوف ورجاء .
أ.فهي تؤدي الصلاة بأوقاتها خاشعة متذللة لله ولا تكتفي بالصلوات الخمس المفروضات وإنما تتعداها إلى السنن و الرواتب خاصة قيام الليل و الوتر وسنة الضحى كما إنها لا تغفل عن المسجد خاصة في الجمعة و العيدين لما فيها من سماع المواضع ومعرفة الشرائع و ليشهدن الخير ودعوة المسلمين كما يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وعلى المرآة إن تراعي عند خروجها إلى المسجد الضوابط آلاتية التي جاءت على لسان النبي صلى الله عليه وسلم :
ـ (إذا شهدت أحداهن المسجد فلا تلمسن طيباً ) رواه مسلم.
ـ (أيما إمراة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة ) رواه مسلم.
ـ (لا تمنعوا نسائكم المساجد وبيوتهن خير لهن ) رواه أبو داود .
ب0 تؤدي زكاة مالها خاصة كانت تملك ذهباً يبلغ النصاب (20 مثقالاً) أو مالاً فعليها أن تؤدي حقه من الزكاة طائعة راضية فقد دخلت أمرآتان على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وفي ايدهما أساور من ذهب فقال (أتعطيان زكاته فقالتا لا ، قال: أما تخافان أن يسوركما الله أسورة من نار أديا زكاته) رواه احمد . وإن لم تملك النصاب فلا تغفل عن الصدقات .
ج0 تصوم رمضان الكريم مع مراعاة آداب الصيام من ترك الغيبة و النميمة واللغو و السب والشتم ثم عليك يا أختاه أن تتحري أيام التطوع مثل صوم ستة من شوال ويوم عرفة و عاشوراء و الأيام البيض من كل شهر (13-14-15) ويومي الاثنين والخميس فانها كفارات للذنوب والمعاصي
د0 تحج و تعتمر : على المسلمة ان تحرص على أداء فريضة الحج و عمرة التطوع إن استطاعت إلى ذلك سبيلا ولا تؤخر الحج ببعض الحجج الواهية مثل " ما زلت صغيرة – أزوج أبناءي – أخاف على أولادي " وما شابه ذلك .
04 الطاعة والاستجابة لله والرسول ( صلى الله عليه وسلم )
فطاعة الله والرسول فوق هوى النفس وفوق التطلعات الأماني وفوق متع الحياة وفوق اختيار الإنسان قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ".الأنفال /24 فكوني أختاه أكثر الناس طاعة لله وأسرعهم استجابة للرسول وأشدهم امتثالا لأوامر الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم ) واجتناباً للنواهي ومن صور طاعة المرآة لربها ولنبيها .
• عدم الخلوة بالأجنبي
لقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم )" لا يخلو رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم" متفق عليه والأجنبي : كل رجل يحل له الزواج منها أصلاً ولو كان من الأقارب خاصة أُقرباء الزوج ومنهم الحمو يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إياكم والدخول على النساء قالوا أفرايت الحمو قال الحمو الموت ) متفق عليه وذلك لسهولة دخول الحمو إلى بيت أخيه ولأن الخلوة بالإحماء تؤدي إلى فساد وفتنة وزيغ وهلاك في الدين كهلاك البدن بالموت .
• الالتزام بالحجاب الشرعي :أسالك أختاه هل أنت أفضل من نساء النبي هل أنت أفضل من بنات النبي هل أنت أفضل من المهاجرات والأنصاريات السابقات الجواب قطعاً لا فإذا كان الله سبحانه وتعالى أمر هؤلاء النسوة جميعاً بالحجاب الشرعي فاستجبن لله ورسوله فحري بك أن تقتدي بهؤلاء النسوة إن أردت النجاة لقوله تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) الأحزاب /59 ثم اسمعي إلى وعيد النبي (صلى الله عليه وسلم ) لنساء اليوم اللواتي رمين الحجاب و خرجن سافرات متبرجات حيث يقول "صلى الله عليه وسلم " ( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد 00000 ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) رواه مسلم .
واسمعي أختاه لهذه الطالبة الجامعية التي إلتزمت بالحجاب الشرعي فقد سألها صحفي عما يصبرها على احتمال الحجاب بهذا الحر القائظ فأجابته
( قل نار جهنم أشد حراً ) نعم أختاه هما سبيلان لا ثالث لهما إما الحجاب
وإما النار فاختاري لنفسك ما تشاءين .
• عدم مصافحة الأجانب :تقول السيدة عائشة رضي الله عنها ما مسكت كف رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) كف إمرأة قط ويقول عليه الصلاة والسلام (لئن يطعن أحدكم بحديدة في رأسه خير من أن يمس أمرآة لا تحل له ) رواه الطبري ولا تظني أن المصافحة حضارة بل هي أول طرق الفاحشة والدعارة فاحذري أختاه ولا تنخدعي .
• عدم السفر إلا مع ذي المحرم :
لقوله صلى الله عليه وسلم ( ولا تسافر المرآة إلا مع ذي محرم ولا يدخل عليها رجل إلا معها محرم ) متفق عليه وذلك حفاظاً عليها وصوناً لعرضها وإعزازاً لكرامتها أن تنالها مخالب أهل الرذيلة .
• تجنب الاختلاط مع الرجال جهد امكانها :
واسمعي أختاه لهذه الحادثة حينما زار المربي السوري ( أحمد العظمة ) بلجيكا ودخل إلى أحدى المدارس الابتدائية سأل المديرة لماذا لا تخلطون البنين مع البنات في هذه المرحلة فأجابته قد لمسنا أضرار اختلاط الأطفال حتى في سن المرحلة الابتدائية .
• استشعار مسؤوليتها :
المرآة مسؤولة إذ أنها ستقف يوم القيامة بين يدي ربها فيسألها عن دينها وأسرتها ومجتمعنا ما فعلت وما صنعت يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .. والمرآة راعية في بيت زوجها وهي مسولة عن رعيتها ) متفق عليه .
• تعمل لنصرة دينها :
كل امرأة تحاول أن تدافع عما تحمله من أفكار وآراء وتحول أن تنتصر لها فأهل لها فأهل المعاصي يدافعون عن معاصيهم ويزنونها للناس وذوات الإلحاد والأفكار الفاسدة يعلن بكل حرية وجرأة عن مبادئهن الكفرية الضاله فحري بك أختاه أن تدافعي عن دينك وتنتصري له خاصة وان كل ما فيه خير للناس جميعاً والنصرة تكون بالقول والمال والنفس وما مواقف خديجة وسمية وأم عمارة وصفية عمة النبي (صلى الله عليه وسلم ) وأسماء وغيرهن رضي الله عنهن أجمعين إلا صور رائعة لجهاد المرآة المسلمة ومن صور نصرة الدين أيضا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
يقول الله تعالى : والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أؤلياء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) التوبة /71
• ولا تنسي أختاه ذكر الله عز وجل على كل حال ولا تغفلي عن الدعاء والتضرع إليه وحده وإياك أختاه وهجر القران تلاوة وتدبر وعملاً واحرصي على الدفاع عنه ونصرته فانه كتاب الله المتين والهادي إلى الصراط المستقيم .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
][][^][][المحور الثاني ][][^][][
اخلاق المسلمة مع نفسها
المرآة المسلمة ذكية تدرك أنها مكونة من جسم وعقل وروح ، وعليها أن تعطي لكلٍ حقه ، فلا تفرط في جانب من هذه الجوانب على حساب جانب آخر ؛ فهي توازن بينها وهذا التوازن تستهديه من الإسلام الحنيف الذي حث على التوازن ورغب فيه ؛ ولتحقيق هذا التوازن نوصي الأخت المسلمة بما يأتي :-
1ـ العناية بجسمها
أ. الاعتدال في الطعام والشراب :
وهذا الاعتدال يجعل المرأة صحيحة البدن قوية البنية نشيطة غير مترهلة ولا ثقيلة الوزن ، لقوله تعالى " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " الأعراف/31 وقوله صلى الله عليه وسلم "( ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه فإذا كان لا محالة فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) رواه الترمذي وابن ماجه ، فإياك أختاه من الشره والإسراف واحذري أيضا من التقتير والإجحاف .
ب . تزاول الرياضة البدنية :
إن الاحتفاظ باللياقة البدنية والنشاط الجسمي و الصحة العامة أمور دعى اليها الإسلام ومن الوسائل لتحقيق ذلك ان تزاول المرأة جانبا من الرياضة البدنية بما يناسب جسمها ووزنها وسنها وبيئتها ولذلك نجد النبي (صلى الله عليه وسلم ) كان يسابق السيدة عائشة رضي الله عنها مع مراعاة الشروط الإسلامية التي بيناها سابقا ؛ ثم لانقصد ولا ندعو بذلك إلى رياضة الملاعب وأماكن الرشاقة وغيرها من الأماكن التي تحيط بها الشبهات والمنكرات .
ج . نظافة الجسم والثياب :
على المرآة المسلمة أن تحرص على نظافة جسمها وثيابها ، لقوله تعالى ( وثيابك فطهر ) وفي فقه الطهارة ما يغني عن التوسع في ذلك على إننا نؤكد على ضرورة الاعتناء بسنن الفطرة خاصة نظافة الفم والأسنان والأظافر والآباط وغيرها ؛ كما عليك أن تجتنبي من الطعام ما فيه رائحة منفرة ، كذلك على المرآة أن تهتم بشعرها من خلال غسله وإصلاحه وتجميله وتعطيره لقوله صلى الله عليه وسـلم ( من كان له شعر فليكرمه ) رواه أبو داود .
د. الاهتمام بالهيئة :
على المرآة المسلمة أن تعتني بلباسها ومظهرها وتكون حسنة الهيئة أنيقة المظهر من غير تبرج ولا مغالاة ولا سرف لتقرَّ عين زوجها ، وليأنس بها أولادها وصديقاتها، فالاسلام نهى المسلمين و المسلمات عن أن يذلوا أنفسهم يقول الله تعالى (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) الأعراف /32 ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله جميل يحب الجمال ) رواه مسلم ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) رواه البيهقي ، فعلى المرآة أن تكون متوازنة في ذلك من غير إفراط ولا تفريط ولتحذر ما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه من ثياب الشهرة والتشبه بثياب الرجال وغيرها كالثياب الشفافة والضيقة والقصيرة .
هـ. النــوم :
على المرآة المسلمة أن تهتم بمسألة نومها فلا تسرف في النوم فتضيع وقتها وتفرط بكثير من واجباتها ، ثم أن ذلك يؤثر على سلامة الجسم ونشاطه ، وعليها ان لا تتأخر عن النوم بعد صلاة العشاء إلا لضرورة ( مذاكرة علم أو محادثة ضيف أو مؤانسة الأهل ) لأن النبي صلى الله عليه وسلم: كره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها متفق عليه ، ولا تطيل السهر فتفوتها صلاة الفجر ، وعليها أن تراعي الهدي النبوي عند النوم من التوضىء قبل النوم ، والنوم على الشق الإيمن والطهارة والاذكار ، لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم للبراء بن عازب رضي الله عنه : اذا اتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الايمن ، ثم قل : اللهم إني أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك ووجهت وجهي اليك رغبة ورهبة اليك لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ) ولا تنام على البطن لقوله صلى الله عليه وسلم ( إنها ضجعة يبغضها الله تعالى ) رواه ابو داود .
وعليها أن تحاسب نفسها قبل النوم عما بدر منها في اثناء النهار فإذا كان خيراً حمدت الله وإن وجدت غير ذلك استغفرت الله ( حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا ) .
2 ـ احترام عقلها :
أن العناية بالعقل لا تقل أهمية عن العناية بالجسم ، بل وتقدم عليها وليس من زينة للعقل كالعلم ولذلك حث الاسلام المسلمين والمسلمات على طلب العلم لقوله تعالى (وقل ربِّ زدني علماً ) طه / 114 ، وقوله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم ) رواه ابن ماجه . أي ومسلمة ، ولقد أدركت المسلمة الأولى أهمية العلم فسعت إليه بنفسها فقد جاء رهط من نساء الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقلن يا رسول الله أجعل لنا يوما من نفسك نتعلم فيه فقد غلبنا عليك الرجال فقال لهن ( موعدكنَّ دار فلانة فأتاهنَّ فيها ووعظهنَّ وذكرهنَّ وعلمهنَّ ) ، بل كانت المرأة المسلمة لا تستحي من السؤال عن أحكام دينها كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها (نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهنَّ الحياء أن يتفقهنَّ في الدين ) وحسبك أختاه قدوة وأسوة أمهات المؤمنين خاصة السيدة عائشة رضي الله عنها التي كان الصحابة يأتونها يسألونها علما حتى ألف الزركشي كتاب
( الإجابة فيما استدركته السيدة عائشة على الصحابة ) .
العلوم النافعة للمرآة
أول ما ينبغي على المرأة المسلمة الواعية أن تتعلمه كتاب الله تلاوة وحفظا وتفسيرا ، ثم سنة النبي (صلى الله عليه وسلم ) وبعدها العقيدة الاسلامية الصحيحة السليمة ، والفقه الإسلامي الميسر وأيضا عليها أن تطالع سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم ) وتاريخ الاسلام مع التركيز على أخبار الصحابيات والتابعيات والرموز النسائية الخالدة . ثم عليها أن تركز على المسائل التي تخص المرأة ومنها أن تتعرف أخلاق المرأة المسلمة وآدابها وتطالع ما يكيده أعداء الأسلام ضد المرآة المسلمة ولتحصيل لهذه العلوم ننصح بالكتب الاتية :
- التفسير: صفوة المعاني ـ زبدة التفسير ـ تفسير السعدي ـ تفسير ابن كثير .
- السنن : الترغيب والترهيب ـ رياض الصالحين
- السيرة النبوية:الرحيق المختوم ـ السيـرة النبوية لابن كثير ـ السيرة النبـوية الصحيحة للدكتور اكرم العمري.
- الفقة : فقه السنة ـ الوجيزفي فقه السنة والكتاب العزيز ـ المفصل ـ فقه المرآة المسلمة .
- العقيدة : سلسلة العقيدة للدكتور عمر سليان الاشقر ـ مختصر العقيدة الإسلامية ـ كتاب الإيمان للدكتور محمد منعم ياسين .
ومن الكتب الأخرى التي ننصح بقراءتها كتب
( الأذكار ، مختصر منهاج القاصدين ، منهج التربية النبوية للطفل ، تربية الأولاد في الإسلام ، ويسألونك عن المرآة ، إليك أيتها الفتاة المسلمة ) وغيرها من الكتب .
وأما العلوم الأخرى التي تنفع المرآة من حيث التحصيل الدراسي فهي تنحصر بالعلوم التي تخدم المرآة وتصونها ، مثل الطب والتعليم والتربية والعلم الشرعي وهذه من أفضل الاختصاصات التي تتلاءم مع قابلية المرآة وقدراتها و مؤهلاتها ، مع مراعاة الشروط و الضوابط الاسلامية في تعلم المرآة المسلمة كذلك على المرآة المسلمة أن تصون عقلها من الانحراف وراء الخرافات والكهانة والسحر وأهل البدع وملازمة القبور فقد حذر الإسلام من الركون إلى هذه الأمور وخير سلاح للقضاء على هذه الانحرافات التمسك بالعقيدة السليمة المبنية على الكتاب والسنة الصحيحة.
3 ـ تسمو بروحها :
الإسلام اعتنى بالتربية الروحية والنفسية اعتناء كبيراً فعلى المرآة المسلمة أن تلتفت إلى البناء الروحي والسكون النفسي لتكون ذات شخصية ناضجة ومعتدلة ومتزنة ويكون هذا البناء الروحي والتهذيب النفسي من خلال ما يأتي :
* لزوم العبادة :
فهي التي تصقل النفس وتسمو بالروح إلى أعلى ألمراتبها ومن أشد العبادات التي تهذب النفس الصلاة والأذكار وقراءة القران.
* اختيار الرفيقة الصالحة ولزوم مجالس العلم والإيمان :
فان هذه الصواحب والمجالس تؤدي إلى ترقيق القلب وتزكية النفس وخشوع الجوارح وتسمو بالإنسان حتى تخالط قلبه بشاشة الإيمان لذلك كان الصحابة يقول أحدهم للآخر قم بنا نزداد إيمانا أو تعال نؤمن لربنا ساعة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة اخلاق المراة المسلمة
أخلاق المرأة المسلمة مع والديها
البر بهما :
من أبرز ما تتميز به المرآة المسلمة الراشدة برها بوالديهما والإحسان إليهما امتثالا لهدي الإسلام في ذلك ومن مقومات البر أن تعرف المرآة المسلمة قدر الوالدين وما يجب عليها نحوهما يقول الله تعالى ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ) الاحقاف /15 وقوله تعالى (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) الإسراء /23 ، فهذه الآيات وغيرها تدفع المرآة المسلمة إلى زيادة البر وإكثار الإحسان والإقبال على خدمتهما و التفاني بالتماس رضاهما يقول النبي (صلى الله عليه وسلم ) حيث سئل عن أحب الأعمال إلى الله قال الصلاة على وقتها ثم بر الوالدين ) وبر الوالدين يلزم وإن أساء الوالدان إلى ابنتهما المسلمة أو كان لديهما انحراف في الدين أو وقوع في المعاصي ، فقد حث النبي (صلى الله عليه وسلم) أسماء على البر بوالدتها وإن كانت مشركة بذلك نسد الذريعة أمام من تجعل من هذه الأمور سببا لعقوق الوالدين أو هجرانهما أو الإساءة إليهما ثم اعلمي أختاه إن الأم مقدمة بالبر على الأب كما جاء في الحديث الذي سأل فيه رجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟
قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أبوك ) متفق عليه ، واعلمي أختاه إن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر لقوله صلى لله عليه وسلم أكبر الكبائر؛ الإشراك بالله وعقوق الوالدين ) رواه البخاري ، ومهما نفعل لهما لن نستطيع أن نوفي حق الوالدين فهذا ابن عمر رضي الله عنهما يشهد رجل يمانيا يطوف حول البيت وأمه على ظهره فقال أتراني جزيتها يا ابن عمر فأجابه لا ولا بزفرة واحدة ( أي طلقة من طلقات الولادة ) ؛ على إن المرآة المسلمة إن رأت بأبويها ابتعادا عن الدين وانحرافا عن الإسلام فعليها أن تبادر إلى نصحهما بأعلى صور الرفق والتأدب متبعة أقوم الأساليب وأشدها تهذيبا وحكمة وأيسر الكلام وأسلمه وأقوى الحجج وأوضحها وأيسر العبادات وأطيبها ؛ة ونجمل أدب المرآة المسلمة مع والديها بما يأتي :-
• طاعتهما فهي دليل محبتهما .• عدم نهرهما أو التضجر منهما لا بفعل ولا إشارة ولا نقل لهما أف ولا ننظر إليهما نظرة احتقار أو غضب و لا نسفه رأيهما وإن كانا غير متعلمين .
• الإحسان إليهما بالقول الكريم و الدعاء والرحمة والاستغفار وبالبذل و العطاء ومن الإحسان لهما تنفيذ عهدهما ووصيتهما ما لم تكن في معصية.
• أن نتأدب معهما عند جلوسنا فلا نمد قدماً أمامهما ولا نرفعها في مواجهتهما ولا نعطي ظهرنا لهما وعلينا أن نذل أنفسنا أمامهما فنقبل أيدهما ورأسهما.
• مساعدهما في أعمالهما فنحمل عنهما المتاع و الحاجيات فالبنت تعين أمها في تدبير شؤون المنزل من غير ضجر ولا ملل .
• الحفاظ على سمعتهما وكرامتهما وذلك بعدم الإساءة إلى الناس كي لا يسيئوا إلى والدينا بالشتم و التجريح لقوله صلى الله عليه وسلـم (إن من أكبر الكبائر شتم الرجل والديه قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه قال نعم يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه ) متفق عليه ، ومر رجلان بأحد الصحابة فقال لاحدهما: من هذا ؟ قال : أبي ، فقال الصحابي : فلا تمشِ أمامه ولا تجلس قبله ولا تدعه بإسمه ولا تستب له .
ولنا تكملة باذن الله مع
( اخلاق المراة المسلمة مع زوجها)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعود معا لنكمل سلسلة اخلاق المراة المسلمة عسى ان تكون منهج لكل فتيات المسلمين لاصلاح البيوت واصلاح الذات .
نكمل اذا السلسلة وكما وعدناكم
«°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°»أخلاق المرآة المسلمة مع زوجها«°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°»
الزواج هو الصلة الربانية في أوثق وشائجها شرعها رب العزة بين الزوجين المسلمين ، فهما يلتقيان على المودة والرحمة و التفاهم و التعاون والتناصح ، فيؤسسان الأسرة المسلمة التي هي اللبة الصلبة في بناء المجتمع المسلم الراشد وان أفرادها هم أعضاء منتجون بناءون متعاونون على البر والتقوى متسابقون متنافسون في الصالحات من الأعمال .
والمرآة الصالحة عماد الأسرة المسلمة وركنها الركين وأساسها المتين وهي متعة الحياة الدنيا بل هي خير متاعها قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (الدنيا متاع وخير متاعها المرآة الصالحة) رواه مسلم .
فكيف تكون المرآة زوجة ناجحة : إليك أختاه الجواب مفصلاً
(1)
][][^][][تحسن اختيار الزوج ][][^][][
الإسلام صان إنسانية المرآة وحفظ كرامتها واحترم ارادتها في اختيار الرجل الذي ستقضي معه حياتها ، ولم يرض لأحد كائنا من كان أن يكرهها على الزواج من رجل لا تريده فهي أما تستأمر أو تستأذن . على أن الإسلام بين للمرآة المقاييس المسددة الصائبة الحكيمة في اختيار الزوج فهي لا تكتفي بجمال الهيئة وأناقة المظهر ورفعة المنصب ومظاهر الثراء وما إلى ذلك من صفات تستهويها عادة وإنما تقف عند دينه وخلقه فهما عماد بيت الزوجية الناجح وأثمن حلية يتحلى بها الزوج يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في وفساد عريض يكررها ثلاثاً) رواه الترمذي وابن ماجة مع الانتباه إلى الجمع بين الدين والخلق فلا يكفي أن يكون الرجل صواماً قواماً وهو سيء الخلق والأدب وأيضا لا ضير على المرآة أن تلتفت إلى الصفات الأخرى التي ذكرناها سابقا بعد اختيار صفتي الدين والخلق .
(2)
][][^][][مطيعة لزوجها بارة به متوددة إليه حريصة على رضاه ][][^][][
المرآة المسلمة الراشدة مطيعة لزوجها دوماً من غير معصية ، بارة به ، حريصة على ارضائه ، وإدخال السرور إلى نفسه ، ولو كان فقيرا معسراً فلا تتذمر من ضيق المعيشة ولا تضيق ذرعاً بأعمال البيت فهذه السيدة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم وأحب الخلق إليه كانت مطيعة لزوجها قائمة بأعمال بيتها فقد كنست بيتها حتى أغبرت ثيابها وحملت الماء حتى كل متنها وطحنت بالرحى حتى ضعفت يداها وما اشتكت ولا تذمرت رضي الله عنها وأرضاها ولذا يقول النبي وقد سئل عن أي النساء خير ؟ قال : التي اذا نظر إليها أسرته وإذا أمرهـــا أطاعته وإذا أقسم عليها أبرته وإذا غاب عنه حفظته في نفسها وماله) رواه ابو داود و النسائي وابن ماجه .
ويقول صلى الله عليه وسلم (لو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظيم حقه عليها ) رواه الترمذي ويقول عليه الصلاة والسلام (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها و أطاعت زوجها وحفظت فرجها قيل لها أدخلي الجنة من أي الأبواب شئت ) رواه احمد وابن حبان ، ويؤكد عليه الصلاة والسلام على المراة أن تسعى إلى أرضاء زوجها حتى آخر العمر يقول عليه الصلاة والسلام (أيما أمرآة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة ) رواه الترمذي وابن ماجه ،على ان لا تكون هذه الطاعة في معصية الله لقوله صلى الله عليه وسلم : (لا طاعة في معصية الله انما الطاعة في المعروف ) متفق عليه ، كما أن طاعة الزوج مقدمة على الوالدين فهو أحق بها من أبويها .
(3)
][][^][][تعمل على إحصانه وقضاء شهوته ][][^][][
من مقاصد الزواج في الإسلام إحصان المرآة والرجل على السواء ولذا كان على المراة أن تستجيب لرغبة زوجها إذا سألها نفسها ولا تتذرع بعلل واهية متهربة منه فانها بذلك تنال سخط الله يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها ) رواه النسائي والترمذي ، ويقول صلى الله عليه وسلم (لعن الله المسوفات التي يدعوها إلى فراشه فتقول سوف حتى تغلبه عيناه ) رواه الطبراني ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا (لعن الله المفسلة التي إذا أرادت زوجها ان يأتيها قالت أنا حائض ) وهي ليست بحائض رواه ابو يعلى ويقول صلى الله عليه وسلم (إذا دعا الرجل زوجته لحساجته فلتاته وإن كانت على التنور ) رواه النسائي و الترمذي ويقول صلى الله عليه وسلم (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات عليها غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح ) رواه أبو داود وابن ماجة ويقول صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا تصعد إلى السماء لهم حسنة ... ومنهم المرآة الساخط عليها زوجها حتى يرضى ) رواه الترمذي ؛ ومن اجل ذلك نهى النبي (صلى الله عليه وسلم ) إن تصوم المرآة تطوعا إلا بإذن زوجها إن كان حاضرا حيث يقول صلى الله عليه وسلـم (لا يحل للمرآة إن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ) متفق عليه .
أختاه أنه لشرف للمرآة كبير أن تحف زوجها وتهتم بشؤونه وترعاه في كل وقت وعلى كل حال وتعطيه من ذوقها ورقتها وأنسها ما يملأ حياته سروراً وسعادة وأمنا .
(4)
][][^][][ تبرُّ أمه وتكرم أهله ][][^][][
من بر المرآة المسلمة الواعية وحسن معاشرتها لزوجها إكرام أمه واحترامها وتقديرها بل وتعينه على إكرام أمه و البر بها فان ذلك مما يثلج قلب الرجل ويقربه إلى زوجته أكثر، سألت السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أي الناس أعظم حقا على المرآة قال زوجها قالت فأي الناس أعظم حقا على الرجل قال أمه ) .
وقد تبتلى الزوجة المسلمة بحماة ليست على خلق حسن فواجبها في مثل هذه الحالة أن تحسن التعامل معها بشيء غير قليل من اللباقة والمجاملة والتلطف والدفع بالتي أحسن بحيث تحفظ التوازن بين صلاتها بين أهل زوجها وتجنب نفسها وحياتها الزوجية أي أثر ينعكس سلبيا على هذه الصلاة .
(5)
][][^][][لا تفشي له سراً ][][^][][
المرآة المسلمة لا تنشر سر زوجها ولا تتحدث بما يكون بينها وبينه من أعمال وأسرار ولو إلى أقرب الناس اليها ، فان الأخلاق الفاضلة تأبى فعل ذلك ولذا لا نجد من يقوم بذلك إلا الفارغين و الفارغات و التافهين والتافهات بل لا يقوم به إلا شر الناس كما وصفهم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى إمراته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه ) رواه مسلم .
واعلمي اختاه ان كان صدرك عن سرك ضيقا فان صدور الآخرين أضيق ، وان من أعطيتها سرك صرت اسيرتها ، ولذا نجد اليوم الكثير ممن استغل هذه الأسرار تحقيقاً لمطامع شخصية أو أثارة لمشاكل أسرية وأنت أحلم من ذلك .
(6)
][][^][][تقف إلى جانبه وتشاركه الرأي ][][^][][
المرآة المسلمة تدرك عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها تجاه زوجها ، ولذا فهي لا تضن عليه برأي حين تراه بحاجة إلى هذا الرأي ولا تتوانى في الوقوف إلى جانبه تشجعه وتثبته وتواسيه وتشير عليه ولها في السيدة خديجة رضي الله عنها أسوة حسنة في موقفها مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) حينما عاد إليها بعد نزول الوحي فزعاً مضطرباً وهو يقول زملوني زملوني فهبت من فورها لمساندته و الوقوف إلى جانبه قولا وعملا وتدبيراً وتشجيعاً فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول (لقد خشيت على نفسي ) فتقول له السيدة خديجة : أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً والله انك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلَّ وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ،رواه البخاري وزيادة في الاطمئنان والتثبت أنطلقت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل لما تعلم فيه من حكمة وعلم بمثل هذه الأمور .
ويوم الحديبية كان للمرآة المسلمة دور فعال فقد أحجم الصحابة حينما سمعوا بشروط الصلح ورأوا فيها حيفا وبخسا لحقوقهم في حين رأى النبي (صلى الله عليه وسلم ) بثاقب بصيرته الأبعاد المستقبلية لهذا الصلح ولذا أمرهم بالنحر والحلق فما قام أحد منهم فكررها ثلاثا وهم يمتنعون رجاء تغير موقف رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فدخل على زوجته أم سلمة غاضبا وهنا تجلت فطنة أم سلمة وتبدى ذكاؤها إذ قالت يا رسول الله أخرج ولا تكلم أحدا منهم حتى تنحر بدنك وتحلق ، فأخذ رسول الله بمشورتها وفعل ما أشارت به فلما رأى الصحابة ذلك قاموا مسرعين متدافعين فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا وغيرها من الشواهد .
(7)
][][^][][تعينه على الطاعات و تشجعه على فعل الصالحات ][][^][][
من مآثر الزوجة الصالحة أعانة زوجها على الطاعة في ضروبها المختلفة ولا سيما أداء الفرائض في أوقاتها (خاصة صلاة الفجر ) وتحثه على أدائها في المساجد وكذلك تشجعه على النوافل خاصة قيام الليل والوتر والضحى فانها بذلك تسدي له نفعا عظيما إذ تذكره بما قد يغفل عنه ، أو يكسل أو يتهاون فيه ، وما أجمل تصوير النبي (صلى الله عليه وسلم ) لحالة الزوجين المتعاونين على الطاعة المتكافلين في تبادل الخير الداخلين في رحمة الله المهداة اذ يقول : ( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فان أبت نضح في وجهها الماء ورحم الله أمرآة قامت فصلت وأيقظت زوجها فصلى فان أبى نضحت في وجهه الماء ) رواه الترمذي و النسائي .
كما تشجعه أيضا على البذل والصدقة والإحسان في سبيل الله مثلما عليها أن تثنيه عن الإسراف والتبذير وبعثرة المال في وجوه الترف والسفاهة ، كل ذلك إيماناً منها بأن دفع الزوج إلى الأعمال الصالحة يزيدها شرفا في الدنيا وثوابا جزيلا في الآخرة .
(
][][^][][تتزين له وتتجمل ][][^][][
المرآة المسلمة تتزين لزوجها بكل ضروب الزينة والحلي بحيث تبدو جميلة أنيقة فاتنة تسر عين زوجها وتدخل السرور إلى قلبه وتصرف نظره إليها فلا يلتفت إلى غيرها ، ولهذا كانت السيدة عائشة رضي الله عنها توجه نساء المسلمين إلى عدم أهمال أنفسهن و ترك الزينة لأزواجهن ؛ ثم لتعلم المرآة المسلمة أن زينتها لزوجها لا لرفيقاتها وصويحباتها كما تفعل اليوم الكثير من الغافلات حيث إذا خرجن الى السوق أو الزيارة خرجت كأنها عروس وإذا كانت في بيتها كأنها في حداد منحوس فشعرها أشعث ووجهها شاحب وثوبها مهلهل فاحذري أختاه فان ذلك من عقوق الزوج يقول النبي صلى الله عليه وسلم ) وإذا نظر إليها أسرته ).
(9)
][][^][][تلقاه مرحة مؤنسة شاكرة ][][^][][
مما ينبغي أن تتجمل به المرآة المسلمة أن تلقى زوجها حين يعود إلى بيته كالاً من عمل يده أو مجهداً من أعمال فكره بوجه طليق وابتسامة مشرقة وكلمة طيبة تطوي همومها ساعة تلقاه لتنسيه بذلك بعض همومه وتبدي له كل ما تستطيع من بهجة ومرح وظرف لتفتح نفسه على السعادة وهناءة العيش وتسمعه كلمة الشكر والعرفان بالجميل كلما بدرت منه نحوها بادرة خير ، أو قدم لها شيئاً حسناً ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا ينظر الله إلى أمرآة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغي عنه ) رواه النسائي .
(10)
][][^][][تشاركه أفراحه وأتراحه ][][^][][
ومما تدخل به المرآة السرور الى قلب زوجها وتملأ نفسه سعادة مشاركتها إياه في أفراحه وأتراحه وفي همومه ومسراته ، فتكون معه في الكلمة الطيبة و الرأي السديد الناصح و التعاطف القلبي الصادق فتكون إلى جانبه حتى تنجلي الأزمات فان لهذه المشاركة أثراً كبيراً في ري العاطفة الزوجية وتوطيد أواصرها وتوثيق عراها .
(11)
][][^][][تغض الطرف عن غيره ولا تصف له امرأة ][][^][][
فالمرأة المسلمة التقية غضيضة الطرف عن غير زوجها ، فلا تمد النظر إلى الرجال غير المحارم عملا بقوله تعالى : (وقل للمؤمنات يغضضنَّ من أبصارهنَّ ) سورة النور /31 وهذه الصفة من أحب الصفات إلى الرجل في المرأة لأنها تدل على طهارة الشعور وعفته ، وسلامة النظر وأمانته .
كذلك على المرأة أن لا تصف صويحباتها لزوجها فان للشيطان نصيبا من ضروب الغواية وإيقاع الفتنة فتتحرك في الزوج الخيالات المثيرة من خلال المقارنة بين زوجته الواصفة وتلك المرأة الموصوفة بل نجد اليوم الأنكى من ذلك حينما تعرض المرأة على زوجها صور صديقاتها وأقاربها فاحذري أختاه ان تقعي في ذلك المحظور يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تباشر المرأةُ المرأةَ فتنعتها لزوجها كأنه ينظر اليها )رواه البخاري.
(12)
][][^][][متسامحة صفوح ][][^][][
المرأة المسلمة متسامحة صفوح تتجاوز عن الهفوات إن وقعت من زوجها ، ولا تحفظ له تلك الهفوات ولا تذكره بها بين الحين والحين ، فما من صفة تفتح لها مغاليق قلب الرجل مثل صفة التسامح والعفو والغفران ، وما من صفة توصد أبواب قلب الرجل مثل صفة حفظ الهنات وتعداد السيئات والتذكير بالهفوات يقول الله سبحانه وتعالى (وليعفوا وليصفحوا إلا تحبون أن يغفر الله لكم ) النور /22 .
(13)
][][^][][لا تعطي شيئا الا باذنه][][^][][
يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تنفق امرأة من بيت زوجها الا باذنه . قيل يا رسول الله ولا الطعام قال ذلك افضل اموالنا ) رواه ابو داود والترمذي وابن ماجه ولكن على الزوج ان يوسع عليها لتنفق فيشتركان بالاجر ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا انفقت المراة من طعام بيتها غير مفسدة ، كان لها اجرها بما انفقت ولزوجها اجره بما كسب ) متفق عليه .
(14)
][][^][][لا تدخل احدا الى بيته الا باذنه ][][^][][
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ولا تأذن في بيته وهو شاهد الا باذنه ) كما أن النبي نهى المرأة ان تُجلس على فراش زوجها من يكرهه يقول صلى الله عليه وسلم : ( ولكم عليهن ان لا يوطئن فرشكم احدا تكرهونه ) رواهما مسلم .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها نحن نكمل معكم سلسلة اخلاق المراة المسلمة
واليوم مع:
أخلاق المرأة المسلمة مع جيرانها
من أخلاق المرأة المسلمة الواعية لهدي دينها المتمسكة بعروته الوثقى الإحسان إلى جيرانها و البر بهم و الاهتمام بأمرهم فان الإحسان إلى الجيران من الإيمان يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن الى جاره )وفي رواية أخرى (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره)ويبالغ في إكرام الجار حتى يقول صلى الله عليه وسلم (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) متفق عليها.... ومن صور الإحسان :-
• أن تحب لجيرانها ما تحب لنفسها :
يقول النبي صلى الله عليه وسلم (والذي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لجاره أو قال لأخيه ما يحب لنفسه ) متفق عليه ، وخاصة أذا كان الجار من ذوي الإعسار والاقتار فان الإسلام حث على التكافل الاجتماعي والتواصل الأخوي يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم ) رواه الطبراني .
• تحسن إلى جيرانها على قدر طاقتها :
على المسلمة أن تقدم ما تستطيع من معروف إلى جيرانها وأن قل ولا تستحقره في نفسها فتمتنع عنه ، فالإسلام حث على البذل و العطاء وإن كان شيئا قليلا فالله سبحانه وتعالى يجازي على القليل والكثير لقوله تعالى (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (يا نساء المسلمات لا تحقرنَّ جارةُ جارتها ولو فرسن شاة (أي ظلفها )) متفق عليه فلا تحقرن جارة أسدت إلى جارتها شيئاً من المعروف ولو كان قليلاً فهو خير من العدم .
• أن تتعاهد جارتها الأقرب :
عن السيدة عائشة رضي الله عنها قلت : يا رسول الله إن لي جارين فإلى إيهما أهدي؟ قال إلى أقربهما باباً ) رواه البخاري ، على أن لا تغفل المرأة المسلمة عن جاراتها الأخريات فليس معنى الحديث أن تصرف أهتمامها عن الجار الأبعد و إنما هو من باب تقديم الأقرب فالأقرب .
• تصبر على هنات جاراتها وأذاهن :
أن من أخلاق المرأة المسلمة الذي هذب الإسلام نفسها وأرهف مشاعرها الصبر على أذى جاراتها ما أستطاعت إلى ذلك سبيلا ودفع أذاهن بالتي هي أحسن فهي بصبرها وسلوكها الراشد تضرب لهن المثل الأعلى في حسن معاملة الجار وتنال أيضا محبة الله عز وجل فمن الثلاثة الذين يحبهم الله عز وجل كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ورجل كان له جار سوء يؤذيه فصبر على أذاه حتى يكفيه الله أياه بحياة أو موت) رواه أحمد واحذري أختاه أن تردي الأساءة بمثلها أو تدفعك الإساءة إلى قطع المعروف يقول النبي صلى الله عليه وسلم (كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة يقول يارب هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفه ) رواه البخاري في الأدب المفرد .
• النصيحة للجيران :
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (الدين نصيحة )رواه مسلم فخير معروف تقدمه المرأة المسلمة لجارتها النصيحة في الدين فان رأت فيها قصوراً في الطاعات أعانتها على التغلب عليه وإن رأت تبرجا أو سفورا نصحت بسوء العاقبة وإن رأت منها أعراضا عن دين الله وتقليدا أعمى للغربيات في ملبسهن وتصرفاتهن تقدمت اليها بالنصيحة بأيسر الأساليب وأقوم الوسائل .
• عاقبة الجار السيئ :
تؤكد النصوص الصحيحة أن صفحة الجارة السوء قاتمة مظلمة لا تستطيع المرأة المسلمة التقية أن تنظر إليها واليك أختاه بعض عواقب الجارة السيئة :
ـ إنها عارية عن الأيمان وكفاها بذلك شقاءً ومقتاً ونحساً لأن الإيمان من أكبر النعم وأجلها في الحياة الإنسان يقول النبي صلى الله عليه وسلم " والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله قال: (الذي لا يؤمن جاره بوائقه ) متفق عليه وفي رواية مسلم (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه (أي شره) .
ـ يحبط عملها فلا تنفعها طاعة ولا يرتفع لها عمل صالح ما دامت تؤذي جيرانها فقد قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن فلانة تقوم الليل تصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا خير فيها هي من أهل النار ) رواه أحمد .ولنا تكملة باذن الله مع الحلقة التالية من :
سلسلة اخلاق المراة المسلمة (اخلاق المسلمة مع اخواتها وصديقاتها )
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة اخلاق المراة المسلمة
أخلاق المرأة المسلمة مع أخواتها وصديقاتها
المرأة المسلمة التي استنارت بهدي القرآن الكريم وارتوت من منهل السنة النبوية المطهرة شخصية اجتماعية راقية من الطراز الأول مؤهلة لتقوم بواجبها الدعوي في المجتمعات النسائية مجسدة لقيم دينها الحق وشمائله الحسان من خلال تطبيقها العملي لهذه القيم وتحليها بتلك الشمائل ، وقوام شخصيتها الاجتماعية المتميزة رصيد ضخم من تلك القيم الإسلامية في سلوكها الاجتماعي ومعاملتها للناس خاصة صديقاتها وأخواتها ومن هذه القيم : .
1. تحبهن وتآخيهن في الله :
تتميز علاقة المرأة المسلمة لأخواتها وصديقاتها بأنها مبنية على التآخي في الله الذي يعد من أقوى الروابط وأسماها وأمتن الأواصر وأقواها وأسمى الصلات وأنقاها فالحب في الله يكون مجرداً من كل منفعة برئيا من كل غرض نقيا من كل شائبة لأنه يستمد صفاءه ونقاءه من مشكاة الوحي وهدي النبوة انه الحب الطاهر الذي تجد فيه المسلمة حلاوة الإيمان لقوله صلى الله عليه وسلم : (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف النار )متفق عليه ، فإذا بنيت العلاقة على الحب في الله يكون لها منزلة عظيمة عند الله يوم القيامة جاء في الحديث القدسي يقول الله تعالى (المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء )رواه احمد والحاكم ولهذا الحب في حياة المسلمات أثره البالغ فهو جواز الدخول إلى الجنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم هكذا يريدها الله ورسوله أخوة صادقة نبيلة عالية تسود في حياة المسلمين و المسلمات مبنية على التناصح و التآلف نقية من الكراهية والتنابذ و الحسد والحقد فإذا اجتمعت كل هذه المعاني أصبحت الأمة الإسلامية كالبنيان يشد بعضه بعضاً أو كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف نبدا باذن الله معا سلسلة اخلاق المراة المسلمة وهو دليل الى الصراط المستقيم للمراة المسلمة في جميع مجالات حياتها فالنبداء على بركة الله معا بهذه المقدمة للسلسلة التي تحتوي على :
اخلاق المراة المسلمة مع ربها
اخلاق المراة المسلمة مع نفسها
اخلاق المراة المسلمة مع والديها
اخلاق المراة المسلمة مع زوجها
اخلاق المراة المسلمة مع اولادها
اخلاق المراة المسلمة مع جيرانها
اخلاق المراة المسلمة مع اخواتها وصديقاتها
اخلاق المراة المسلمة في مجتمعها
المقدمـــــة
الحمد لله الذي خلق فسوى و قدر فهدى فجعل الزوجين الذكر والأنثى فأعطى لكل واحد ماله فأوفى وبين لكل منهما ما عليه فيما أخفى . والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه ذوي المراتب الشرفا .
أما بعد
فيقول الله سبحانه وتعالى { ومن يعمل من الصالحات من ذكر أ و أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً } النساء / 124
فالله سبحانه وتعالى قد قرن هذه الآية وفي الكثير غيرها بين الرجل والمرآة ليبين عظيم مكانه المرآة و أهميتها وليؤكد على تبصيرها بحقوقها لتسعى إليها أو تدافع عنها وعلى معرفة واجباتها لتقوم بها أو ترشد إليها .والمجتمع الإسلامي يقوم على عاتق هذين الزوجين و أي إفراط من احدهما أو كليما يؤدي إلى اختلال التوازن في المجتمع و بالتالي ضياعه وانحداره .
ومن هنا عرف أعداء الإسلام أهمية المراة المسلمة في بناء المجتمع وفطنوا لمكانتها ودورها في صنع في صنع الامة الصالحة الفاضلة ولذلك ايقنوا أنهم متى أفسدوا المرأة وانحرفوا بها عن دينها الحق ونجحوا في تضليها عن قيمها فانهم بذلك قطعوا نصف الطريق بل أكثره في تهديم المجتمع وتحطيم أسواره بل سهل عليكم احتلاله ولو فكرياً .
واعداء الله حينما وضعوا هذا الهدف نصب اعينهم فأنهم عملوا بكل طاقاتهم وسخروا كل وسائلهم واساليبهم لتحقيقه وفعلاً نجحوا إلى مدى بعيد في تحقيق الجزء الأكبر من هذا الهدف ولكن الله سبحانه وتعالى يأبى إلا أن يتم نوره وينصر دينه ويظهره وذلك من خلال مراحل التجديد التي تمر على الأمة الاسلامية كل قرن وتتمثل الان بالحصوة المباركه التي عمت البلاد جميعها مما أذهل اعداء الله وجعلهم يعيدون حساباتهم من جديد وبدأو بعمل وحياكة المؤامرات الواحدة تلو الاخرى وكان نصيب المراة من هذه المؤامرات كبيراً فالمرآة إذن بحاجة إلى المزيد من الدراسات التي تعمل على توعيتها وتبصيرها بما يحاك حولها وتوجيهها إلى ما فيه خيرها وصلاحها على إننا لا ننكر وجود الدراسات التي عالجت هذه المسالة ولكنها بحاجة إلى المزيد منها للتحقيق الأهداف الآتية :
01 توجيه المرآة المسلمة للقيام بحقوقها الثلاثة حق الله عز وجل عليها وحق نفسها وحق الآخرين ( أسرة ومجتمعا)
02 التعريف بمكانة المرآة المسلمة وأهميتها في بناء المجتمع الإسلامي فانها شقيقة الرجل و عمود البيت المسلم وذلك من خلال إبراز شخصيتها الإسلامية .
03 كشف المؤامرات التي تحاك ضدها و تعرية أساليب الغربيين ومن نهج نهجهم أمامها لتجنب الوقوع فيها .
04 تبيين الأخطاء و المخالفات و المنهيات التي تكثر في الوسط النسائي بغية الابتعاد عنها لتكون المرآة الصالحة التي أرادها الله عز وجل
05 توضيح الخطوات التي على المرآة المسلمة الداعية أن تسلكها لإصلاح أخواتها المسلمات .
06 ضرورة وضع منهج للمرآة المسلمة خاصة اللواتي يقمن بدور فعال في دورات تحفيظ القرآن الكريم التي تقام في مساجدنا . ويتضمن هذا المنهج معالجة لجميع جوانب المرآة المسلمة وعلاقتها مع الآخرين.
ونزولا عند رغبة الكثير من أخواتنا المسلمات في الكتابة عن هذه المواضيع المهمة واغتناما للوقت والجهد اخترنا أحد الكتب التي عالجت هذه القضايا بتوسع وهو كتاب ( شخصية المرآة المسلمة ) للدكتور محمد علي الهاشمي و قمنا باختصاره و تهذيبه مع إضافة ما رأينا فيه ضرورة قد قصر عنها الكتاب وللاختصار أيضا قمنا بحذف سند ودرجة الأحاديث مع التزامنا بذكر الأحاديث المقبولة التي يحتج بها المحدثون.
ونسأل الله سبحانه تعالى أن يوفقنا جميعا رجالا ونساء للعمل بالكتاب والسنة و لخدمة الإسلام و المسلمين و المسلمات ومن الله التوفيق
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
][][^][][اول المحاور][][^][][
أخلاق المرآة المسلمة مع ربها
01 الإيمان بالله وتوحيده
إن أبرز ما يمييز المرآة المسلمة إيمانها العميق بالله ويقينها بأن ما يجري في هذا الكون من حوادث وما يترتب على الناس من مصائر إنما هو بقضاء الله و قدره وإن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه وما على الإنسان في هذه الحياة إلا أن يسعى في طريق الخير ويأخذ بأسباب العمل الصالح في دينه ودنياه ومتوكلاً على الله حق التوكل مسلماً لله موقناً انه فقير دوماً لعون الله و تأييده و رضاه .
لذلك حينما ترك سيدنا إبراهيم عليه السلام زوجته هاجر وولدها قالت له :آلله أمرك بهذا يا إبراهيم " قال نعم " قالت " إذن لا يضيعنا الله " وهكذا يكون حسن الظن بالله تعالى .
والإيمان بالله يقتضي أن تستشعر المرآة مراقبة الله لها في السر والعلن فهذه أم تقول لابنتها ليلاً يا بنيتي امزجي اللبن بالماء فقالت : إن أمير المؤمنين عمر لا يرضى بذلك قالت وما يدري أمير المؤمنين بنا قالت فان رب أمير المؤمنين يرانا وكان عمر( رضي الله عنه) يسمعها فزوجها من ابنه فكان حفيدهما عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل , و الإيمان بالله أساسه التوحيد الخالص التام لله عز وجل فالمؤمنة لا تحلف إلا بالله و لا تنذر إلا لله ولا تدعو إلا الله ولا تطلب الرحمة والفرج إلا من الله فلا تعلق خرزة ولا تميمة ولا تذهب إلى كاهن ولا عراف ولا تصدق الدجالات ولا تصاحب الضالات المضلات .
يقول النبي صلى الله عيه وسلم ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) رواه الترمذي.
ويقول (صلى الله عليه وسلم ) " من علق تميمة( خرزة) فقد أشرك" وقال صلى الله عليه وسلم "
( لعن الله من ذبح لغير الله )" رواه مسلم
ويقول صلى الله عليه وسلم من أتى عرافاً أو كاهنا ً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد "وفي حديث آخر " من أتى عرافاً فسأله لم تقبل صلاته أربعين يوماً " رواه مسلم .
02 الرضا بقضاء الله وقدره
المرآة المسلمة الواعية راضية دوماً بما يصيبها في حياتها من خير أو شر لان فيها هذا الرضا خيراً على كل حال يقول عليه الصلاة والسلام "عجباً لأمر المسلم إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له "رواه مسلم ، بمثل هذا الإيمان الراسخ العميق كانت المرآة المسلمة تتحمل الصدمات و الفواجع و المصائب وتتلقاها بنفس مطمئنة راضية بقضاء الله وقدره وتستعين بالصبر والصلاة والاحتساب ولسانها لا ينطق إلا شكراً أو تضرعاً.
03 عبادة ربها
المسلمة حريصة على تحقيق المقصد الإلهي من خلق البشر قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات /56 وهي حينما تقبل على أداء العبادات تقبل بشوق وهمة ورغبة ورهبة ومحبة وخوف ورجاء .
أ.فهي تؤدي الصلاة بأوقاتها خاشعة متذللة لله ولا تكتفي بالصلوات الخمس المفروضات وإنما تتعداها إلى السنن و الرواتب خاصة قيام الليل و الوتر وسنة الضحى كما إنها لا تغفل عن المسجد خاصة في الجمعة و العيدين لما فيها من سماع المواضع ومعرفة الشرائع و ليشهدن الخير ودعوة المسلمين كما يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وعلى المرآة إن تراعي عند خروجها إلى المسجد الضوابط آلاتية التي جاءت على لسان النبي صلى الله عليه وسلم :
ـ (إذا شهدت أحداهن المسجد فلا تلمسن طيباً ) رواه مسلم.
ـ (أيما إمراة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة ) رواه مسلم.
ـ (لا تمنعوا نسائكم المساجد وبيوتهن خير لهن ) رواه أبو داود .
ب0 تؤدي زكاة مالها خاصة كانت تملك ذهباً يبلغ النصاب (20 مثقالاً) أو مالاً فعليها أن تؤدي حقه من الزكاة طائعة راضية فقد دخلت أمرآتان على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وفي ايدهما أساور من ذهب فقال (أتعطيان زكاته فقالتا لا ، قال: أما تخافان أن يسوركما الله أسورة من نار أديا زكاته) رواه احمد . وإن لم تملك النصاب فلا تغفل عن الصدقات .
ج0 تصوم رمضان الكريم مع مراعاة آداب الصيام من ترك الغيبة و النميمة واللغو و السب والشتم ثم عليك يا أختاه أن تتحري أيام التطوع مثل صوم ستة من شوال ويوم عرفة و عاشوراء و الأيام البيض من كل شهر (13-14-15) ويومي الاثنين والخميس فانها كفارات للذنوب والمعاصي
د0 تحج و تعتمر : على المسلمة ان تحرص على أداء فريضة الحج و عمرة التطوع إن استطاعت إلى ذلك سبيلا ولا تؤخر الحج ببعض الحجج الواهية مثل " ما زلت صغيرة – أزوج أبناءي – أخاف على أولادي " وما شابه ذلك .
04 الطاعة والاستجابة لله والرسول ( صلى الله عليه وسلم )
فطاعة الله والرسول فوق هوى النفس وفوق التطلعات الأماني وفوق متع الحياة وفوق اختيار الإنسان قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ".الأنفال /24 فكوني أختاه أكثر الناس طاعة لله وأسرعهم استجابة للرسول وأشدهم امتثالا لأوامر الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم ) واجتناباً للنواهي ومن صور طاعة المرآة لربها ولنبيها .
• عدم الخلوة بالأجنبي
لقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم )" لا يخلو رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم" متفق عليه والأجنبي : كل رجل يحل له الزواج منها أصلاً ولو كان من الأقارب خاصة أُقرباء الزوج ومنهم الحمو يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إياكم والدخول على النساء قالوا أفرايت الحمو قال الحمو الموت ) متفق عليه وذلك لسهولة دخول الحمو إلى بيت أخيه ولأن الخلوة بالإحماء تؤدي إلى فساد وفتنة وزيغ وهلاك في الدين كهلاك البدن بالموت .
• الالتزام بالحجاب الشرعي :أسالك أختاه هل أنت أفضل من نساء النبي هل أنت أفضل من بنات النبي هل أنت أفضل من المهاجرات والأنصاريات السابقات الجواب قطعاً لا فإذا كان الله سبحانه وتعالى أمر هؤلاء النسوة جميعاً بالحجاب الشرعي فاستجبن لله ورسوله فحري بك أن تقتدي بهؤلاء النسوة إن أردت النجاة لقوله تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) الأحزاب /59 ثم اسمعي إلى وعيد النبي (صلى الله عليه وسلم ) لنساء اليوم اللواتي رمين الحجاب و خرجن سافرات متبرجات حيث يقول "صلى الله عليه وسلم " ( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد 00000 ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) رواه مسلم .
واسمعي أختاه لهذه الطالبة الجامعية التي إلتزمت بالحجاب الشرعي فقد سألها صحفي عما يصبرها على احتمال الحجاب بهذا الحر القائظ فأجابته
( قل نار جهنم أشد حراً ) نعم أختاه هما سبيلان لا ثالث لهما إما الحجاب
وإما النار فاختاري لنفسك ما تشاءين .
• عدم مصافحة الأجانب :تقول السيدة عائشة رضي الله عنها ما مسكت كف رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) كف إمرأة قط ويقول عليه الصلاة والسلام (لئن يطعن أحدكم بحديدة في رأسه خير من أن يمس أمرآة لا تحل له ) رواه الطبري ولا تظني أن المصافحة حضارة بل هي أول طرق الفاحشة والدعارة فاحذري أختاه ولا تنخدعي .
• عدم السفر إلا مع ذي المحرم :
لقوله صلى الله عليه وسلم ( ولا تسافر المرآة إلا مع ذي محرم ولا يدخل عليها رجل إلا معها محرم ) متفق عليه وذلك حفاظاً عليها وصوناً لعرضها وإعزازاً لكرامتها أن تنالها مخالب أهل الرذيلة .
• تجنب الاختلاط مع الرجال جهد امكانها :
واسمعي أختاه لهذه الحادثة حينما زار المربي السوري ( أحمد العظمة ) بلجيكا ودخل إلى أحدى المدارس الابتدائية سأل المديرة لماذا لا تخلطون البنين مع البنات في هذه المرحلة فأجابته قد لمسنا أضرار اختلاط الأطفال حتى في سن المرحلة الابتدائية .
• استشعار مسؤوليتها :
المرآة مسؤولة إذ أنها ستقف يوم القيامة بين يدي ربها فيسألها عن دينها وأسرتها ومجتمعنا ما فعلت وما صنعت يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .. والمرآة راعية في بيت زوجها وهي مسولة عن رعيتها ) متفق عليه .
• تعمل لنصرة دينها :
كل امرأة تحاول أن تدافع عما تحمله من أفكار وآراء وتحول أن تنتصر لها فأهل لها فأهل المعاصي يدافعون عن معاصيهم ويزنونها للناس وذوات الإلحاد والأفكار الفاسدة يعلن بكل حرية وجرأة عن مبادئهن الكفرية الضاله فحري بك أختاه أن تدافعي عن دينك وتنتصري له خاصة وان كل ما فيه خير للناس جميعاً والنصرة تكون بالقول والمال والنفس وما مواقف خديجة وسمية وأم عمارة وصفية عمة النبي (صلى الله عليه وسلم ) وأسماء وغيرهن رضي الله عنهن أجمعين إلا صور رائعة لجهاد المرآة المسلمة ومن صور نصرة الدين أيضا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
يقول الله تعالى : والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أؤلياء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) التوبة /71
• ولا تنسي أختاه ذكر الله عز وجل على كل حال ولا تغفلي عن الدعاء والتضرع إليه وحده وإياك أختاه وهجر القران تلاوة وتدبر وعملاً واحرصي على الدفاع عنه ونصرته فانه كتاب الله المتين والهادي إلى الصراط المستقيم .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
][][^][][المحور الثاني ][][^][][
اخلاق المسلمة مع نفسها
المرآة المسلمة ذكية تدرك أنها مكونة من جسم وعقل وروح ، وعليها أن تعطي لكلٍ حقه ، فلا تفرط في جانب من هذه الجوانب على حساب جانب آخر ؛ فهي توازن بينها وهذا التوازن تستهديه من الإسلام الحنيف الذي حث على التوازن ورغب فيه ؛ ولتحقيق هذا التوازن نوصي الأخت المسلمة بما يأتي :-
1ـ العناية بجسمها
أ. الاعتدال في الطعام والشراب :
وهذا الاعتدال يجعل المرأة صحيحة البدن قوية البنية نشيطة غير مترهلة ولا ثقيلة الوزن ، لقوله تعالى " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " الأعراف/31 وقوله صلى الله عليه وسلم "( ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه فإذا كان لا محالة فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) رواه الترمذي وابن ماجه ، فإياك أختاه من الشره والإسراف واحذري أيضا من التقتير والإجحاف .
ب . تزاول الرياضة البدنية :
إن الاحتفاظ باللياقة البدنية والنشاط الجسمي و الصحة العامة أمور دعى اليها الإسلام ومن الوسائل لتحقيق ذلك ان تزاول المرأة جانبا من الرياضة البدنية بما يناسب جسمها ووزنها وسنها وبيئتها ولذلك نجد النبي (صلى الله عليه وسلم ) كان يسابق السيدة عائشة رضي الله عنها مع مراعاة الشروط الإسلامية التي بيناها سابقا ؛ ثم لانقصد ولا ندعو بذلك إلى رياضة الملاعب وأماكن الرشاقة وغيرها من الأماكن التي تحيط بها الشبهات والمنكرات .
ج . نظافة الجسم والثياب :
على المرآة المسلمة أن تحرص على نظافة جسمها وثيابها ، لقوله تعالى ( وثيابك فطهر ) وفي فقه الطهارة ما يغني عن التوسع في ذلك على إننا نؤكد على ضرورة الاعتناء بسنن الفطرة خاصة نظافة الفم والأسنان والأظافر والآباط وغيرها ؛ كما عليك أن تجتنبي من الطعام ما فيه رائحة منفرة ، كذلك على المرآة أن تهتم بشعرها من خلال غسله وإصلاحه وتجميله وتعطيره لقوله صلى الله عليه وسـلم ( من كان له شعر فليكرمه ) رواه أبو داود .
د. الاهتمام بالهيئة :
على المرآة المسلمة أن تعتني بلباسها ومظهرها وتكون حسنة الهيئة أنيقة المظهر من غير تبرج ولا مغالاة ولا سرف لتقرَّ عين زوجها ، وليأنس بها أولادها وصديقاتها، فالاسلام نهى المسلمين و المسلمات عن أن يذلوا أنفسهم يقول الله تعالى (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) الأعراف /32 ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله جميل يحب الجمال ) رواه مسلم ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) رواه البيهقي ، فعلى المرآة أن تكون متوازنة في ذلك من غير إفراط ولا تفريط ولتحذر ما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه من ثياب الشهرة والتشبه بثياب الرجال وغيرها كالثياب الشفافة والضيقة والقصيرة .
هـ. النــوم :
على المرآة المسلمة أن تهتم بمسألة نومها فلا تسرف في النوم فتضيع وقتها وتفرط بكثير من واجباتها ، ثم أن ذلك يؤثر على سلامة الجسم ونشاطه ، وعليها ان لا تتأخر عن النوم بعد صلاة العشاء إلا لضرورة ( مذاكرة علم أو محادثة ضيف أو مؤانسة الأهل ) لأن النبي صلى الله عليه وسلم: كره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها متفق عليه ، ولا تطيل السهر فتفوتها صلاة الفجر ، وعليها أن تراعي الهدي النبوي عند النوم من التوضىء قبل النوم ، والنوم على الشق الإيمن والطهارة والاذكار ، لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم للبراء بن عازب رضي الله عنه : اذا اتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الايمن ، ثم قل : اللهم إني أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك ووجهت وجهي اليك رغبة ورهبة اليك لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ) ولا تنام على البطن لقوله صلى الله عليه وسلم ( إنها ضجعة يبغضها الله تعالى ) رواه ابو داود .
وعليها أن تحاسب نفسها قبل النوم عما بدر منها في اثناء النهار فإذا كان خيراً حمدت الله وإن وجدت غير ذلك استغفرت الله ( حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا ) .
2 ـ احترام عقلها :
أن العناية بالعقل لا تقل أهمية عن العناية بالجسم ، بل وتقدم عليها وليس من زينة للعقل كالعلم ولذلك حث الاسلام المسلمين والمسلمات على طلب العلم لقوله تعالى (وقل ربِّ زدني علماً ) طه / 114 ، وقوله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم ) رواه ابن ماجه . أي ومسلمة ، ولقد أدركت المسلمة الأولى أهمية العلم فسعت إليه بنفسها فقد جاء رهط من نساء الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقلن يا رسول الله أجعل لنا يوما من نفسك نتعلم فيه فقد غلبنا عليك الرجال فقال لهن ( موعدكنَّ دار فلانة فأتاهنَّ فيها ووعظهنَّ وذكرهنَّ وعلمهنَّ ) ، بل كانت المرأة المسلمة لا تستحي من السؤال عن أحكام دينها كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها (نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهنَّ الحياء أن يتفقهنَّ في الدين ) وحسبك أختاه قدوة وأسوة أمهات المؤمنين خاصة السيدة عائشة رضي الله عنها التي كان الصحابة يأتونها يسألونها علما حتى ألف الزركشي كتاب
( الإجابة فيما استدركته السيدة عائشة على الصحابة ) .
العلوم النافعة للمرآة
أول ما ينبغي على المرأة المسلمة الواعية أن تتعلمه كتاب الله تلاوة وحفظا وتفسيرا ، ثم سنة النبي (صلى الله عليه وسلم ) وبعدها العقيدة الاسلامية الصحيحة السليمة ، والفقه الإسلامي الميسر وأيضا عليها أن تطالع سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم ) وتاريخ الاسلام مع التركيز على أخبار الصحابيات والتابعيات والرموز النسائية الخالدة . ثم عليها أن تركز على المسائل التي تخص المرأة ومنها أن تتعرف أخلاق المرأة المسلمة وآدابها وتطالع ما يكيده أعداء الأسلام ضد المرآة المسلمة ولتحصيل لهذه العلوم ننصح بالكتب الاتية :
- التفسير: صفوة المعاني ـ زبدة التفسير ـ تفسير السعدي ـ تفسير ابن كثير .
- السنن : الترغيب والترهيب ـ رياض الصالحين
- السيرة النبوية:الرحيق المختوم ـ السيـرة النبوية لابن كثير ـ السيرة النبـوية الصحيحة للدكتور اكرم العمري.
- الفقة : فقه السنة ـ الوجيزفي فقه السنة والكتاب العزيز ـ المفصل ـ فقه المرآة المسلمة .
- العقيدة : سلسلة العقيدة للدكتور عمر سليان الاشقر ـ مختصر العقيدة الإسلامية ـ كتاب الإيمان للدكتور محمد منعم ياسين .
ومن الكتب الأخرى التي ننصح بقراءتها كتب
( الأذكار ، مختصر منهاج القاصدين ، منهج التربية النبوية للطفل ، تربية الأولاد في الإسلام ، ويسألونك عن المرآة ، إليك أيتها الفتاة المسلمة ) وغيرها من الكتب .
وأما العلوم الأخرى التي تنفع المرآة من حيث التحصيل الدراسي فهي تنحصر بالعلوم التي تخدم المرآة وتصونها ، مثل الطب والتعليم والتربية والعلم الشرعي وهذه من أفضل الاختصاصات التي تتلاءم مع قابلية المرآة وقدراتها و مؤهلاتها ، مع مراعاة الشروط و الضوابط الاسلامية في تعلم المرآة المسلمة كذلك على المرآة المسلمة أن تصون عقلها من الانحراف وراء الخرافات والكهانة والسحر وأهل البدع وملازمة القبور فقد حذر الإسلام من الركون إلى هذه الأمور وخير سلاح للقضاء على هذه الانحرافات التمسك بالعقيدة السليمة المبنية على الكتاب والسنة الصحيحة.
3 ـ تسمو بروحها :
الإسلام اعتنى بالتربية الروحية والنفسية اعتناء كبيراً فعلى المرآة المسلمة أن تلتفت إلى البناء الروحي والسكون النفسي لتكون ذات شخصية ناضجة ومعتدلة ومتزنة ويكون هذا البناء الروحي والتهذيب النفسي من خلال ما يأتي :
* لزوم العبادة :
فهي التي تصقل النفس وتسمو بالروح إلى أعلى ألمراتبها ومن أشد العبادات التي تهذب النفس الصلاة والأذكار وقراءة القران.
* اختيار الرفيقة الصالحة ولزوم مجالس العلم والإيمان :
فان هذه الصواحب والمجالس تؤدي إلى ترقيق القلب وتزكية النفس وخشوع الجوارح وتسمو بالإنسان حتى تخالط قلبه بشاشة الإيمان لذلك كان الصحابة يقول أحدهم للآخر قم بنا نزداد إيمانا أو تعال نؤمن لربنا ساعة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة اخلاق المراة المسلمة
أخلاق المرأة المسلمة مع والديها
البر بهما :
من أبرز ما تتميز به المرآة المسلمة الراشدة برها بوالديهما والإحسان إليهما امتثالا لهدي الإسلام في ذلك ومن مقومات البر أن تعرف المرآة المسلمة قدر الوالدين وما يجب عليها نحوهما يقول الله تعالى ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ) الاحقاف /15 وقوله تعالى (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) الإسراء /23 ، فهذه الآيات وغيرها تدفع المرآة المسلمة إلى زيادة البر وإكثار الإحسان والإقبال على خدمتهما و التفاني بالتماس رضاهما يقول النبي (صلى الله عليه وسلم ) حيث سئل عن أحب الأعمال إلى الله قال الصلاة على وقتها ثم بر الوالدين ) وبر الوالدين يلزم وإن أساء الوالدان إلى ابنتهما المسلمة أو كان لديهما انحراف في الدين أو وقوع في المعاصي ، فقد حث النبي (صلى الله عليه وسلم) أسماء على البر بوالدتها وإن كانت مشركة بذلك نسد الذريعة أمام من تجعل من هذه الأمور سببا لعقوق الوالدين أو هجرانهما أو الإساءة إليهما ثم اعلمي أختاه إن الأم مقدمة بالبر على الأب كما جاء في الحديث الذي سأل فيه رجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟
قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أبوك ) متفق عليه ، واعلمي أختاه إن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر لقوله صلى لله عليه وسلم أكبر الكبائر؛ الإشراك بالله وعقوق الوالدين ) رواه البخاري ، ومهما نفعل لهما لن نستطيع أن نوفي حق الوالدين فهذا ابن عمر رضي الله عنهما يشهد رجل يمانيا يطوف حول البيت وأمه على ظهره فقال أتراني جزيتها يا ابن عمر فأجابه لا ولا بزفرة واحدة ( أي طلقة من طلقات الولادة ) ؛ على إن المرآة المسلمة إن رأت بأبويها ابتعادا عن الدين وانحرافا عن الإسلام فعليها أن تبادر إلى نصحهما بأعلى صور الرفق والتأدب متبعة أقوم الأساليب وأشدها تهذيبا وحكمة وأيسر الكلام وأسلمه وأقوى الحجج وأوضحها وأيسر العبادات وأطيبها ؛ة ونجمل أدب المرآة المسلمة مع والديها بما يأتي :-
• طاعتهما فهي دليل محبتهما .• عدم نهرهما أو التضجر منهما لا بفعل ولا إشارة ولا نقل لهما أف ولا ننظر إليهما نظرة احتقار أو غضب و لا نسفه رأيهما وإن كانا غير متعلمين .
• الإحسان إليهما بالقول الكريم و الدعاء والرحمة والاستغفار وبالبذل و العطاء ومن الإحسان لهما تنفيذ عهدهما ووصيتهما ما لم تكن في معصية.
• أن نتأدب معهما عند جلوسنا فلا نمد قدماً أمامهما ولا نرفعها في مواجهتهما ولا نعطي ظهرنا لهما وعلينا أن نذل أنفسنا أمامهما فنقبل أيدهما ورأسهما.
• مساعدهما في أعمالهما فنحمل عنهما المتاع و الحاجيات فالبنت تعين أمها في تدبير شؤون المنزل من غير ضجر ولا ملل .
• الحفاظ على سمعتهما وكرامتهما وذلك بعدم الإساءة إلى الناس كي لا يسيئوا إلى والدينا بالشتم و التجريح لقوله صلى الله عليه وسلـم (إن من أكبر الكبائر شتم الرجل والديه قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه قال نعم يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه ) متفق عليه ، ومر رجلان بأحد الصحابة فقال لاحدهما: من هذا ؟ قال : أبي ، فقال الصحابي : فلا تمشِ أمامه ولا تجلس قبله ولا تدعه بإسمه ولا تستب له .
ولنا تكملة باذن الله مع
( اخلاق المراة المسلمة مع زوجها)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعود معا لنكمل سلسلة اخلاق المراة المسلمة عسى ان تكون منهج لكل فتيات المسلمين لاصلاح البيوت واصلاح الذات .
نكمل اذا السلسلة وكما وعدناكم
«°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°»أخلاق المرآة المسلمة مع زوجها«°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°»
الزواج هو الصلة الربانية في أوثق وشائجها شرعها رب العزة بين الزوجين المسلمين ، فهما يلتقيان على المودة والرحمة و التفاهم و التعاون والتناصح ، فيؤسسان الأسرة المسلمة التي هي اللبة الصلبة في بناء المجتمع المسلم الراشد وان أفرادها هم أعضاء منتجون بناءون متعاونون على البر والتقوى متسابقون متنافسون في الصالحات من الأعمال .
والمرآة الصالحة عماد الأسرة المسلمة وركنها الركين وأساسها المتين وهي متعة الحياة الدنيا بل هي خير متاعها قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (الدنيا متاع وخير متاعها المرآة الصالحة) رواه مسلم .
فكيف تكون المرآة زوجة ناجحة : إليك أختاه الجواب مفصلاً
(1)
][][^][][تحسن اختيار الزوج ][][^][][
الإسلام صان إنسانية المرآة وحفظ كرامتها واحترم ارادتها في اختيار الرجل الذي ستقضي معه حياتها ، ولم يرض لأحد كائنا من كان أن يكرهها على الزواج من رجل لا تريده فهي أما تستأمر أو تستأذن . على أن الإسلام بين للمرآة المقاييس المسددة الصائبة الحكيمة في اختيار الزوج فهي لا تكتفي بجمال الهيئة وأناقة المظهر ورفعة المنصب ومظاهر الثراء وما إلى ذلك من صفات تستهويها عادة وإنما تقف عند دينه وخلقه فهما عماد بيت الزوجية الناجح وأثمن حلية يتحلى بها الزوج يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في وفساد عريض يكررها ثلاثاً) رواه الترمذي وابن ماجة مع الانتباه إلى الجمع بين الدين والخلق فلا يكفي أن يكون الرجل صواماً قواماً وهو سيء الخلق والأدب وأيضا لا ضير على المرآة أن تلتفت إلى الصفات الأخرى التي ذكرناها سابقا بعد اختيار صفتي الدين والخلق .
(2)
][][^][][مطيعة لزوجها بارة به متوددة إليه حريصة على رضاه ][][^][][
المرآة المسلمة الراشدة مطيعة لزوجها دوماً من غير معصية ، بارة به ، حريصة على ارضائه ، وإدخال السرور إلى نفسه ، ولو كان فقيرا معسراً فلا تتذمر من ضيق المعيشة ولا تضيق ذرعاً بأعمال البيت فهذه السيدة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم وأحب الخلق إليه كانت مطيعة لزوجها قائمة بأعمال بيتها فقد كنست بيتها حتى أغبرت ثيابها وحملت الماء حتى كل متنها وطحنت بالرحى حتى ضعفت يداها وما اشتكت ولا تذمرت رضي الله عنها وأرضاها ولذا يقول النبي وقد سئل عن أي النساء خير ؟ قال : التي اذا نظر إليها أسرته وإذا أمرهـــا أطاعته وإذا أقسم عليها أبرته وإذا غاب عنه حفظته في نفسها وماله) رواه ابو داود و النسائي وابن ماجه .
ويقول صلى الله عليه وسلم (لو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظيم حقه عليها ) رواه الترمذي ويقول عليه الصلاة والسلام (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها و أطاعت زوجها وحفظت فرجها قيل لها أدخلي الجنة من أي الأبواب شئت ) رواه احمد وابن حبان ، ويؤكد عليه الصلاة والسلام على المراة أن تسعى إلى أرضاء زوجها حتى آخر العمر يقول عليه الصلاة والسلام (أيما أمرآة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة ) رواه الترمذي وابن ماجه ،على ان لا تكون هذه الطاعة في معصية الله لقوله صلى الله عليه وسلم : (لا طاعة في معصية الله انما الطاعة في المعروف ) متفق عليه ، كما أن طاعة الزوج مقدمة على الوالدين فهو أحق بها من أبويها .
(3)
][][^][][تعمل على إحصانه وقضاء شهوته ][][^][][
من مقاصد الزواج في الإسلام إحصان المرآة والرجل على السواء ولذا كان على المراة أن تستجيب لرغبة زوجها إذا سألها نفسها ولا تتذرع بعلل واهية متهربة منه فانها بذلك تنال سخط الله يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها ) رواه النسائي والترمذي ، ويقول صلى الله عليه وسلم (لعن الله المسوفات التي يدعوها إلى فراشه فتقول سوف حتى تغلبه عيناه ) رواه الطبراني ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا (لعن الله المفسلة التي إذا أرادت زوجها ان يأتيها قالت أنا حائض ) وهي ليست بحائض رواه ابو يعلى ويقول صلى الله عليه وسلم (إذا دعا الرجل زوجته لحساجته فلتاته وإن كانت على التنور ) رواه النسائي و الترمذي ويقول صلى الله عليه وسلم (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات عليها غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح ) رواه أبو داود وابن ماجة ويقول صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا تصعد إلى السماء لهم حسنة ... ومنهم المرآة الساخط عليها زوجها حتى يرضى ) رواه الترمذي ؛ ومن اجل ذلك نهى النبي (صلى الله عليه وسلم ) إن تصوم المرآة تطوعا إلا بإذن زوجها إن كان حاضرا حيث يقول صلى الله عليه وسلـم (لا يحل للمرآة إن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ) متفق عليه .
أختاه أنه لشرف للمرآة كبير أن تحف زوجها وتهتم بشؤونه وترعاه في كل وقت وعلى كل حال وتعطيه من ذوقها ورقتها وأنسها ما يملأ حياته سروراً وسعادة وأمنا .
(4)
][][^][][ تبرُّ أمه وتكرم أهله ][][^][][
من بر المرآة المسلمة الواعية وحسن معاشرتها لزوجها إكرام أمه واحترامها وتقديرها بل وتعينه على إكرام أمه و البر بها فان ذلك مما يثلج قلب الرجل ويقربه إلى زوجته أكثر، سألت السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أي الناس أعظم حقا على المرآة قال زوجها قالت فأي الناس أعظم حقا على الرجل قال أمه ) .
وقد تبتلى الزوجة المسلمة بحماة ليست على خلق حسن فواجبها في مثل هذه الحالة أن تحسن التعامل معها بشيء غير قليل من اللباقة والمجاملة والتلطف والدفع بالتي أحسن بحيث تحفظ التوازن بين صلاتها بين أهل زوجها وتجنب نفسها وحياتها الزوجية أي أثر ينعكس سلبيا على هذه الصلاة .
(5)
][][^][][لا تفشي له سراً ][][^][][
المرآة المسلمة لا تنشر سر زوجها ولا تتحدث بما يكون بينها وبينه من أعمال وأسرار ولو إلى أقرب الناس اليها ، فان الأخلاق الفاضلة تأبى فعل ذلك ولذا لا نجد من يقوم بذلك إلا الفارغين و الفارغات و التافهين والتافهات بل لا يقوم به إلا شر الناس كما وصفهم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى إمراته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه ) رواه مسلم .
واعلمي اختاه ان كان صدرك عن سرك ضيقا فان صدور الآخرين أضيق ، وان من أعطيتها سرك صرت اسيرتها ، ولذا نجد اليوم الكثير ممن استغل هذه الأسرار تحقيقاً لمطامع شخصية أو أثارة لمشاكل أسرية وأنت أحلم من ذلك .
(6)
][][^][][تقف إلى جانبه وتشاركه الرأي ][][^][][
المرآة المسلمة تدرك عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها تجاه زوجها ، ولذا فهي لا تضن عليه برأي حين تراه بحاجة إلى هذا الرأي ولا تتوانى في الوقوف إلى جانبه تشجعه وتثبته وتواسيه وتشير عليه ولها في السيدة خديجة رضي الله عنها أسوة حسنة في موقفها مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) حينما عاد إليها بعد نزول الوحي فزعاً مضطرباً وهو يقول زملوني زملوني فهبت من فورها لمساندته و الوقوف إلى جانبه قولا وعملا وتدبيراً وتشجيعاً فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول (لقد خشيت على نفسي ) فتقول له السيدة خديجة : أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً والله انك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلَّ وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ،رواه البخاري وزيادة في الاطمئنان والتثبت أنطلقت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل لما تعلم فيه من حكمة وعلم بمثل هذه الأمور .
ويوم الحديبية كان للمرآة المسلمة دور فعال فقد أحجم الصحابة حينما سمعوا بشروط الصلح ورأوا فيها حيفا وبخسا لحقوقهم في حين رأى النبي (صلى الله عليه وسلم ) بثاقب بصيرته الأبعاد المستقبلية لهذا الصلح ولذا أمرهم بالنحر والحلق فما قام أحد منهم فكررها ثلاثا وهم يمتنعون رجاء تغير موقف رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فدخل على زوجته أم سلمة غاضبا وهنا تجلت فطنة أم سلمة وتبدى ذكاؤها إذ قالت يا رسول الله أخرج ولا تكلم أحدا منهم حتى تنحر بدنك وتحلق ، فأخذ رسول الله بمشورتها وفعل ما أشارت به فلما رأى الصحابة ذلك قاموا مسرعين متدافعين فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا وغيرها من الشواهد .
(7)
][][^][][تعينه على الطاعات و تشجعه على فعل الصالحات ][][^][][
من مآثر الزوجة الصالحة أعانة زوجها على الطاعة في ضروبها المختلفة ولا سيما أداء الفرائض في أوقاتها (خاصة صلاة الفجر ) وتحثه على أدائها في المساجد وكذلك تشجعه على النوافل خاصة قيام الليل والوتر والضحى فانها بذلك تسدي له نفعا عظيما إذ تذكره بما قد يغفل عنه ، أو يكسل أو يتهاون فيه ، وما أجمل تصوير النبي (صلى الله عليه وسلم ) لحالة الزوجين المتعاونين على الطاعة المتكافلين في تبادل الخير الداخلين في رحمة الله المهداة اذ يقول : ( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فان أبت نضح في وجهها الماء ورحم الله أمرآة قامت فصلت وأيقظت زوجها فصلى فان أبى نضحت في وجهه الماء ) رواه الترمذي و النسائي .
كما تشجعه أيضا على البذل والصدقة والإحسان في سبيل الله مثلما عليها أن تثنيه عن الإسراف والتبذير وبعثرة المال في وجوه الترف والسفاهة ، كل ذلك إيماناً منها بأن دفع الزوج إلى الأعمال الصالحة يزيدها شرفا في الدنيا وثوابا جزيلا في الآخرة .
(
][][^][][تتزين له وتتجمل ][][^][][
المرآة المسلمة تتزين لزوجها بكل ضروب الزينة والحلي بحيث تبدو جميلة أنيقة فاتنة تسر عين زوجها وتدخل السرور إلى قلبه وتصرف نظره إليها فلا يلتفت إلى غيرها ، ولهذا كانت السيدة عائشة رضي الله عنها توجه نساء المسلمين إلى عدم أهمال أنفسهن و ترك الزينة لأزواجهن ؛ ثم لتعلم المرآة المسلمة أن زينتها لزوجها لا لرفيقاتها وصويحباتها كما تفعل اليوم الكثير من الغافلات حيث إذا خرجن الى السوق أو الزيارة خرجت كأنها عروس وإذا كانت في بيتها كأنها في حداد منحوس فشعرها أشعث ووجهها شاحب وثوبها مهلهل فاحذري أختاه فان ذلك من عقوق الزوج يقول النبي صلى الله عليه وسلم ) وإذا نظر إليها أسرته ).
(9)
][][^][][تلقاه مرحة مؤنسة شاكرة ][][^][][
مما ينبغي أن تتجمل به المرآة المسلمة أن تلقى زوجها حين يعود إلى بيته كالاً من عمل يده أو مجهداً من أعمال فكره بوجه طليق وابتسامة مشرقة وكلمة طيبة تطوي همومها ساعة تلقاه لتنسيه بذلك بعض همومه وتبدي له كل ما تستطيع من بهجة ومرح وظرف لتفتح نفسه على السعادة وهناءة العيش وتسمعه كلمة الشكر والعرفان بالجميل كلما بدرت منه نحوها بادرة خير ، أو قدم لها شيئاً حسناً ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا ينظر الله إلى أمرآة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغي عنه ) رواه النسائي .
(10)
][][^][][تشاركه أفراحه وأتراحه ][][^][][
ومما تدخل به المرآة السرور الى قلب زوجها وتملأ نفسه سعادة مشاركتها إياه في أفراحه وأتراحه وفي همومه ومسراته ، فتكون معه في الكلمة الطيبة و الرأي السديد الناصح و التعاطف القلبي الصادق فتكون إلى جانبه حتى تنجلي الأزمات فان لهذه المشاركة أثراً كبيراً في ري العاطفة الزوجية وتوطيد أواصرها وتوثيق عراها .
(11)
][][^][][تغض الطرف عن غيره ولا تصف له امرأة ][][^][][
فالمرأة المسلمة التقية غضيضة الطرف عن غير زوجها ، فلا تمد النظر إلى الرجال غير المحارم عملا بقوله تعالى : (وقل للمؤمنات يغضضنَّ من أبصارهنَّ ) سورة النور /31 وهذه الصفة من أحب الصفات إلى الرجل في المرأة لأنها تدل على طهارة الشعور وعفته ، وسلامة النظر وأمانته .
كذلك على المرأة أن لا تصف صويحباتها لزوجها فان للشيطان نصيبا من ضروب الغواية وإيقاع الفتنة فتتحرك في الزوج الخيالات المثيرة من خلال المقارنة بين زوجته الواصفة وتلك المرأة الموصوفة بل نجد اليوم الأنكى من ذلك حينما تعرض المرأة على زوجها صور صديقاتها وأقاربها فاحذري أختاه ان تقعي في ذلك المحظور يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تباشر المرأةُ المرأةَ فتنعتها لزوجها كأنه ينظر اليها )رواه البخاري.
(12)
][][^][][متسامحة صفوح ][][^][][
المرأة المسلمة متسامحة صفوح تتجاوز عن الهفوات إن وقعت من زوجها ، ولا تحفظ له تلك الهفوات ولا تذكره بها بين الحين والحين ، فما من صفة تفتح لها مغاليق قلب الرجل مثل صفة التسامح والعفو والغفران ، وما من صفة توصد أبواب قلب الرجل مثل صفة حفظ الهنات وتعداد السيئات والتذكير بالهفوات يقول الله سبحانه وتعالى (وليعفوا وليصفحوا إلا تحبون أن يغفر الله لكم ) النور /22 .
(13)
][][^][][لا تعطي شيئا الا باذنه][][^][][
يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تنفق امرأة من بيت زوجها الا باذنه . قيل يا رسول الله ولا الطعام قال ذلك افضل اموالنا ) رواه ابو داود والترمذي وابن ماجه ولكن على الزوج ان يوسع عليها لتنفق فيشتركان بالاجر ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا انفقت المراة من طعام بيتها غير مفسدة ، كان لها اجرها بما انفقت ولزوجها اجره بما كسب ) متفق عليه .
(14)
][][^][][لا تدخل احدا الى بيته الا باذنه ][][^][][
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ولا تأذن في بيته وهو شاهد الا باذنه ) كما أن النبي نهى المرأة ان تُجلس على فراش زوجها من يكرهه يقول صلى الله عليه وسلم : ( ولكم عليهن ان لا يوطئن فرشكم احدا تكرهونه ) رواهما مسلم .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها نحن نكمل معكم سلسلة اخلاق المراة المسلمة
واليوم مع:
أخلاق المرأة المسلمة مع جيرانها
من أخلاق المرأة المسلمة الواعية لهدي دينها المتمسكة بعروته الوثقى الإحسان إلى جيرانها و البر بهم و الاهتمام بأمرهم فان الإحسان إلى الجيران من الإيمان يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن الى جاره )وفي رواية أخرى (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره)ويبالغ في إكرام الجار حتى يقول صلى الله عليه وسلم (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) متفق عليها.... ومن صور الإحسان :-
• أن تحب لجيرانها ما تحب لنفسها :
يقول النبي صلى الله عليه وسلم (والذي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لجاره أو قال لأخيه ما يحب لنفسه ) متفق عليه ، وخاصة أذا كان الجار من ذوي الإعسار والاقتار فان الإسلام حث على التكافل الاجتماعي والتواصل الأخوي يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم ) رواه الطبراني .
• تحسن إلى جيرانها على قدر طاقتها :
على المسلمة أن تقدم ما تستطيع من معروف إلى جيرانها وأن قل ولا تستحقره في نفسها فتمتنع عنه ، فالإسلام حث على البذل و العطاء وإن كان شيئا قليلا فالله سبحانه وتعالى يجازي على القليل والكثير لقوله تعالى (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (يا نساء المسلمات لا تحقرنَّ جارةُ جارتها ولو فرسن شاة (أي ظلفها )) متفق عليه فلا تحقرن جارة أسدت إلى جارتها شيئاً من المعروف ولو كان قليلاً فهو خير من العدم .
• أن تتعاهد جارتها الأقرب :
عن السيدة عائشة رضي الله عنها قلت : يا رسول الله إن لي جارين فإلى إيهما أهدي؟ قال إلى أقربهما باباً ) رواه البخاري ، على أن لا تغفل المرأة المسلمة عن جاراتها الأخريات فليس معنى الحديث أن تصرف أهتمامها عن الجار الأبعد و إنما هو من باب تقديم الأقرب فالأقرب .
• تصبر على هنات جاراتها وأذاهن :
أن من أخلاق المرأة المسلمة الذي هذب الإسلام نفسها وأرهف مشاعرها الصبر على أذى جاراتها ما أستطاعت إلى ذلك سبيلا ودفع أذاهن بالتي هي أحسن فهي بصبرها وسلوكها الراشد تضرب لهن المثل الأعلى في حسن معاملة الجار وتنال أيضا محبة الله عز وجل فمن الثلاثة الذين يحبهم الله عز وجل كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ورجل كان له جار سوء يؤذيه فصبر على أذاه حتى يكفيه الله أياه بحياة أو موت) رواه أحمد واحذري أختاه أن تردي الأساءة بمثلها أو تدفعك الإساءة إلى قطع المعروف يقول النبي صلى الله عليه وسلم (كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة يقول يارب هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفه ) رواه البخاري في الأدب المفرد .
• النصيحة للجيران :
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (الدين نصيحة )رواه مسلم فخير معروف تقدمه المرأة المسلمة لجارتها النصيحة في الدين فان رأت فيها قصوراً في الطاعات أعانتها على التغلب عليه وإن رأت تبرجا أو سفورا نصحت بسوء العاقبة وإن رأت منها أعراضا عن دين الله وتقليدا أعمى للغربيات في ملبسهن وتصرفاتهن تقدمت اليها بالنصيحة بأيسر الأساليب وأقوم الوسائل .
• عاقبة الجار السيئ :
تؤكد النصوص الصحيحة أن صفحة الجارة السوء قاتمة مظلمة لا تستطيع المرأة المسلمة التقية أن تنظر إليها واليك أختاه بعض عواقب الجارة السيئة :
ـ إنها عارية عن الأيمان وكفاها بذلك شقاءً ومقتاً ونحساً لأن الإيمان من أكبر النعم وأجلها في الحياة الإنسان يقول النبي صلى الله عليه وسلم " والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله قال: (الذي لا يؤمن جاره بوائقه ) متفق عليه وفي رواية مسلم (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه (أي شره) .
ـ يحبط عملها فلا تنفعها طاعة ولا يرتفع لها عمل صالح ما دامت تؤذي جيرانها فقد قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن فلانة تقوم الليل تصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا خير فيها هي من أهل النار ) رواه أحمد .ولنا تكملة باذن الله مع الحلقة التالية من :
سلسلة اخلاق المراة المسلمة (اخلاق المسلمة مع اخواتها وصديقاتها )
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة اخلاق المراة المسلمة
أخلاق المرأة المسلمة مع أخواتها وصديقاتها
المرأة المسلمة التي استنارت بهدي القرآن الكريم وارتوت من منهل السنة النبوية المطهرة شخصية اجتماعية راقية من الطراز الأول مؤهلة لتقوم بواجبها الدعوي في المجتمعات النسائية مجسدة لقيم دينها الحق وشمائله الحسان من خلال تطبيقها العملي لهذه القيم وتحليها بتلك الشمائل ، وقوام شخصيتها الاجتماعية المتميزة رصيد ضخم من تلك القيم الإسلامية في سلوكها الاجتماعي ومعاملتها للناس خاصة صديقاتها وأخواتها ومن هذه القيم : .
1. تحبهن وتآخيهن في الله :
تتميز علاقة المرأة المسلمة لأخواتها وصديقاتها بأنها مبنية على التآخي في الله الذي يعد من أقوى الروابط وأسماها وأمتن الأواصر وأقواها وأسمى الصلات وأنقاها فالحب في الله يكون مجرداً من كل منفعة برئيا من كل غرض نقيا من كل شائبة لأنه يستمد صفاءه ونقاءه من مشكاة الوحي وهدي النبوة انه الحب الطاهر الذي تجد فيه المسلمة حلاوة الإيمان لقوله صلى الله عليه وسلم : (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف النار )متفق عليه ، فإذا بنيت العلاقة على الحب في الله يكون لها منزلة عظيمة عند الله يوم القيامة جاء في الحديث القدسي يقول الله تعالى (المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء )رواه احمد والحاكم ولهذا الحب في حياة المسلمات أثره البالغ فهو جواز الدخول إلى الجنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم هكذا يريدها الله ورسوله أخوة صادقة نبيلة عالية تسود في حياة المسلمين و المسلمات مبنية على التناصح و التآلف نقية من الكراهية والتنابذ و الحسد والحقد فإذا اجتمعت كل هذه المعاني أصبحت الأمة الإسلامية كالبنيان يشد بعضه بعضاً أو كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل
الإثنين يناير 13, 2014 9:42 pm من طرف Admin
» الدعاء بأنتشار الاسلام
الجمعة ديسمبر 20, 2013 5:03 am من طرف Admin
» ترتيب السور القرآنية حسب ترتيب نزول الوحي بها
السبت ديسمبر 14, 2013 11:09 pm من طرف Admin
» برنامج تصوير سطع المكتب وضبط الصورsnagit8
الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 8:15 pm من طرف Admin
» ارجو منكم الدعاء
الأحد نوفمبر 24, 2013 6:34 pm من طرف Admin
» الملاحم والفتن (موقع الملاحم والفتن )http://alfetn.net/vb3/index.php?
الأحد نوفمبر 17, 2013 8:16 pm من طرف admin_belal_h_m
» دورة إسعاف أولية - بيت التمريض.zip
الأحد نوفمبر 03, 2013 7:17 am من طرف زائر
» دليل المواقع الاسلامية للاجانب
السبت أكتوبر 26, 2013 7:44 am من طرف Admin
» موسوعه القواميس الطبيه والقواميس
الخميس أكتوبر 24, 2013 9:44 am من طرف Admin